خبر برس – الجزائر : في لقائه الدوري مع الإعلام، أكد السيد رئيس الجمهورية التزامه العميق بالبعدين الاجتماعي والوطني للدولة الجزائرية، مشددًا على أن مساعدة الطبقات الهشة ليست مجرد سلوك شعبوي أو ممارسة ظرفية، بل هي جزء أصيل من هوية الدولة الجزائرية ومسؤوليتها تجاه مواطنيها. هذا التوجه يعكس رؤية متبصرة تسعى إلى تحقيق العدالة الاجتماعية دون استغلالها لتحقيق مكاسب سياسية آنية.
الثقة التي يوليها الرئيس للشباب كانت محورًا أساسيًا في حديثه، حيث عبّر عن يقينه بأن الشباب الجزائري قادر على تحمل المسؤولية، ويمتلك الوعي اللازم للتمييز بين الصدق والديماغوجية. هذا الإيمان بقدرات الجيل الجديد يتجلى في السياسات التي تم تبنيها لفتح المجال أمامهم في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية، مما يعكس رغبة صادقة في إحداث تغيير حقيقي بعيدًا عن الممارسات السابقة والمصالح الضيقة.
القضية الفلسطينية كانت حاضرة بقوة في حديث الرئيس، حيث أكد أنها كانت وستظل محورًا أساسيًا في السياسة الجزائرية، سواء على مستوى الدولة أو على مستوى الشعب. هذا الموقف الراسخ يؤكد أن الجزائر لم ولن تتخلى عن دعم القضية الفلسطينية، وأنها تواصل الدفاع عنها في كل المحافل الدولية.
فتح السيد الرئيس الباب لحوار وطني شامل، ليس من أجل خدمة المصالح الشخصية، بل كجسر نحو توحيد الرؤية الوطنية، وتعزيز التلاحم بين مختلف الفاعلين السياسيين. وأكد أن هذا الحوار يجب أن يكون مفيدًا للبلاد وليس للأفراد، وهو ما يعكس حرصه على ضمان وحدة الصف وتوجيه الطاقات نحو البناء والتطوير.
العلاقات الدولية كانت أيضًا من بين الملفات التي تناولها الرئيس، حيث أكد أن الجزائر لا تنسى مواقف الدول التي وقفت معها في أوقات صعبة، مشيرًا إلى إيطاليا كنموذج للدول التي أحسنت التعامل مع الجزائر في مرحلة حساسة من تاريخها. أما العلاقة مع فرنسا، فقد أوضح الرئيس أنها تحكمها الندية وتتأثر بعدة عوامل، منها القضايا الراهنة مثل الصحراء الغربية والقضية الفلسطينية، مما يبرز حرص الجزائر على اتخاذ مواقف متزنة تخدم مصلحتها الوطنية.
التوجه نحو تحقيق الأمن المائي والاكتفاء الذاتي في عدة مواد أساسية يعكس استراتيجية واضحة تهدف إلى تقليل التبعية للخارج، ما يمنح الجزائر قدرة أكبر على تبني مواقف مستقلة في مختلف القضايا. كما شدد الرئيس على ضرورة تعزيز التعاون مع الدول الإفريقية، سواء عبر فتح بنوك جزائرية في القارة أو من خلال إنشاء مناطق تجارية حرة مع دول الجوار، وهو ما يعكس وعيًا استراتيجيًا بأهمية العمق الإفريقي للجزائر.
الرقمنة كانت من بين المحاور التي شدد عليها الرئيس، حيث أكد أنها ليست مجرد خيار تقني، بل وسيلة لضمان الشفافية وفرض العدالة الاجتماعية. هذا الإلحاح على الرقمنة يعكس رؤية واضحة للإصلاح الإداري ومحاربة البيروقراطية، بما يضمن تحسين الخدمات المقدمة للمواطنين.
إلمام الرئيس بتفاصيل الملفات الوطنية المختلفة يعكس التزامه الشخصي وإحساسه العميق بالمسؤولية تجاه البلاد والعباد. هذا الالتزام تجلى أيضًا في تأكيده على ضرورة تمكين الشباب ومنحهم الفرصة لأخذ زمام المبادرة في مختلف المجالات، وهو ما يعكس وفاءه بالتعهدات التي قطعها منذ بداية توليه المسؤولية.
كمواطن شاب، لا يسعني إلا أن أعبّر عن امتناني لهذه الرؤية المتبصرة التي تمنح الشباب الجزائري فرصة حقيقية للمشاركة في بناء الوطن. اليوم، أيدينا ممدودة لخدمة البلاد، وندعو الجميع إلى تجاوز المصالح الضيقة والعمل معًا لتحقيق نهضة وطنية شاملة، مستلهمين من رؤية الرئيس التي تقوم على خدمة الجزائر وشعبها بعيدًا عن أي اعتبارات شخصية أو حسابات ضيقة.