خبر برس – الجزائر : خرجت جريدة “موند أفريك” الفرنسية، التي لا تحمل من فرنسيتها سوى اللغة التي تكتب بها، ولا من أفريقيتها إلا المغرب العربي، حيث تتفنن في مهاجمة الجزائر وتونس وتلميع المخزن المغربي ، بمقال يتهم المخابرات الجزائرية بأنها وراء التوترات الجزائرية الفرنسية. ولكن، في الواقع المخابرات الجزائرية من ورائها استهداف الجيش الوطني الشعبي والجزائر كون الجيش الوطني الشعبي هو الدرع الحصين للجزائر رفقة المصالح الأمنية الجزائرية لتطويع الجزائر وبترها من قوتها طبعا بأوامر من الدوائر التي تتربص بالجزائر ورموزها وسيادتها .
من الواضح أن مقال نيكولا بو، كاتب المقال، وأولئك الذين أوحوا له بهذه الفكرة أو بالأحرى أمروه بنشره ، يعانون من جهل عميق بأن سياسة الجزائر الخارجية تحددها رئاسة الجمهورية ورئيس الجمهورية حسب ما ينص عليه الدستور كون رئيس الجمهورية هو صانع السياسة الخارجية حسب المادة 91 من الدستور ” يقرّر السّياسة الخارجيّة للأمّة ويوجّهها ” وليس مواقع التواصل الاجتماعي وليست مقالات ماوراء المتوسط الملوثة بأموال السحت المخزني.
ومن الواضح أن المقال المدفوع الأجر يهدف إلى إيجاد مدخل لضرب الجيش الوطني الشعبي و رموز الجزائر و الجزائر وشعبها ، في وقت العلاقات الجزائرية الفرنسية تشهد توترا منذ فترة طويلة، وما زاد من تعقيد هذه العلاقة هو تصرفات فرنسا التي خرجت عن القانون الدولي في قضية الصحراء الغربية بإعترافها المزعوم بـ السيادة المخزنية على الصحراء الغربية المحتلة . كما أن ما يفعله اليمين المتطرف في فرنسا من نشر خطاب الكراهية ضد الجالية المسلمة يزيد من تعقيد الوضع.
نيكولا بو، في مقاله، لم يتطرق إلى قرارات العدالة الفرنسية نفسها، التي أظهرت أن مصداقية وزير الداخلية الفرنسي باتت موضع سخرية، حتى من قبل النواب الفرنسيين الذين طالبوا باستقالته.
بعد فشل محاولات زعزعة استقرار الجالية الجزائرية في فرنسا، يبدو أن بعض الأوساط تسعى لنقل المعركة إلى داخل الجزائر. وفي هذه الحالة، البداية تكون دائمًا بضرب الركائز التي صمدت في وجه هذه الضغوط في التسعينات و حافظت على بقاء الدولة الجزائرية صامدة في وجه الإرهاب الهمجي ودكّت مضاجعه و إجثته من الجذور ، والمعروفة بخبرتها وقدرتها على مواجهة التحديات. هذه الركائز تواجه مؤامرات الدوائر المعادية للجزائر وتقف وقفة شموخ لوضعهم عند حدهم ، وخاصة أنهم حاولوا مرارًا أن يضعف الجزائر من الداخل.
لكن الحقيقة التي لا يمكن تجاهلها هي أن القيادة الجزائرية الحكيمة بمؤسساتها السياسية و العسكرية و الأمنية لن يضحوا أبدًا بأمن الجزائر مهما كانت الظروف و الضغوطات. وتعيين أو إقالة أي مسؤول في الدولة الجزائرية لن يكون تحت تأثير ضغوط من مقال أو حملات إعلامية موجهة مدفوعة هدفها الإرتزاق . فالجميع يعلم أن هذه المخططات تم تدبيرها بعناية في أزقة مراكش بأوامر خارجية التي تتخذ بقايا المخزن كواقي صدمات لهجومها ضد الجزائر .
ولازال الموضوع في بدايته، فهذه حرب إعلامية شرسة ضد ركائز الأمن في الجزائر، وقيادة الجيش و القيادة الجزائرية فهاته الأبواق لن تحرك من الجزائر شيئا و لن تصل إلى هدفها بإضعاف الجزائر من الداخل بهدف سهولة تطويعها فالجزائر دولة سيدة قدمت مليون ونصف مليون شهيد من أجل الكرامة و الإستقلال.
ماعلى هذه الأبواق أن تفهمه أن الجزائر دولة مؤسسات وليست دولة أشخاص سيدة في قرارها الداخلي و الخارجي مستمدة قوتها من التناسق المؤسساتي الكبير الذي تعرفه الجزائر فهل بقي لـ الأبواق الناعقة سوى ترويج الأكاذيب و خلق الأحلام و تصديقها لكي تسترزق من عائدات المخدرات والسياحة المشبوهة .