خبر برس – الجزائر : تشكل الأحداث المتلاحقة في المنطقة العربية تجسيدا حيا للواقع الذي حذر منه الرئيس عبد المجيد تبون في عام 2020، حيث انتقد بوضوح المسارعة نحو التطبيع من قبل بعض الدول العربية مثل الإمارات العربية المتحدة والبحرين. تم ذلك تحت شعار تعزيز السلام والاستقرار، وهو ما أثبتت الأحداث أنه وهم خادع لا يمت للواقع بصلة. لقد تجلت هذه الحقيقة بوضوح من خلال اعتماد الإبادة الجماعية كمبدأ استراتيجي ثابت في النزاعات الأخيرة، خاصة في الحروب على غ. زة ولبنان.
تتجلى هذه السياسات الصه. يونية في إطار أيديولوجي قائم على خلفية ثقافية وعنصرية، حيث يتحول القتل إلى سلوك مؤسساتي دموي، ويصبح التطرف الديني جزءا من الهوية الجمعية. فالوعي الجمعي الذي يشكل الأساس لهذه السياسات يمتد ليتجاوز المعايير الإنسانية، مظهرا حالة من الاستكبار والعناد تجاه انتقادات المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان. إن صدمة الإبادة الجماعية لا تقتصر على الأرقام فحسب، بل تشمل أيضا مشاهد مؤلمة من التلذذ بقتل الأطفال والنساء، وتدمير البنايات مع من فيها، والرقص على جثث الفلسطينيين كنوع من التعبير عن الانتصار الزائف.
تتجاوز هذه الممارسات البشعة حدود الإنسانية، حيث تُشير بعض التقارير إلى تورط السلطات الصه. يونية في المتاجرة بالأعضاء البشرية، واستخدامها في طقوس سحرية، مما يعكس عمق الانحطاط الأخلاقي الذي يسود هذا الكيان. هذه الأيديولوجية المتطرفة، المرتكزة على عقيدة يه. ودية تدعو إلى التفوق والهيمنة، تشكل خطرا وجوديا ليس فقط على الفلسطينيين، بل على المنطقة بأسرها.
إن السعي نحو التطبيع يمثل فخا أكبر، يتجاوز كونه مجرد خطوة سياسية، ليصبح جزءا من مشروع يهدف إلى تذويب الهويات الثقافية والدينية في قالب صهي. وني، يزعم أن لليهود الحق التاريخي في الأرض العربية. وفي هذا الإطار، يُروَّج لفكرة “الديانة الإبراهيمية” كوسيلة لإضفاء الشرعية على هذه السياسات، وهي فكرة تهدف إلى إعادة صياغة الهويات الدينية بما يتناسب مع الأجندات الصهيونية.
لقد كان الرئيس تبون مدركا تماما لهذه المخاطر، ولذلك اتخذ قرارات جريئة مثل قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب وفرض التأشيرات، وذلك في سياق تحليل دقيق لطبيعة التحولات الجيوسياسية في المنطقة. يعتبر المغرب اليوم بمثابة نسخة من إسرائيل، وقد أصبح يُنظر إليه كذراع للصهيونية في المنطقة. كما كان قرار الجزائر بطرد إسرائيل من الاتحاد الأفريقي خطوة استراتيجية تمثل رفضا قويا للتطبيع، وتأكيدا على دور الجزائر كحامية للقضية الفلسطينية.
دعم الجزائر لتونس، التي تواجه مؤامرة صهيونية مدعومة من الإمارات، كان خطوة حكيمة، تعكس التزام الجزائر بدعم الدول العربية في أوقات الأزمات. وعلاوة على ذلك، كان دعم الجزائر لليبيا ضروريا، حيث تمثل ليبيا منطقة حيوية لمرور الطاقة من الشرق الأوسط إلى أوروبا عبر خط يمتد من الأردن مرورا بإسرائيل وغزة ومصر، وصولا إلى ليبيا ثم تونس وأوروبا. هذا الخط يعتبر نقطة استراتيجية هامة تؤثر على الأمن القومي للجزائر.
في هذا السياق، يتضح أن تسريع عملية التطبيع يعكس اعترافا ضمنيا بالديانة الإبراهيمية الجديدة، التي تسعى إلى منح إسرائيل حقوقا غير مشروعة في الأراضي العربية. ومع ذلك، فقد نجحت الجزائر، بفضل حكمة الرئيس تبون، في كشف خبايا اللعبة الصهيوني. ونية وإفشال مخططاتها.
إن رؤية الجزائر تحت قيادة الرئيس عبد المجيد تبون تعكس التزاما راسخا بالقضية الفلسطينية ومبادئ حقوق الإنسان. تُعد الجزائر، بفضل ثبات موقفها، سندا للدول العربية وحامية للمظلومين في كل مكان، متمسكة بسيادتها وحقها في تقرير مصيرها. إن التحديات التي تواجهها الجزائر، وموقفها الثابت من القضايا العربية، يؤكد أهمية التضامن العربي في مواجهة السياسات الصهيونية المتزايدة، ويُبرز ضرورة تعزيز الأبعاد الإنسانية والاجتماعية في أي مسار نحو السلام الحقيقي.
في النهاية، يُمكن القول إن رؤية الرئيس تبون تمثل الخيار الصائب، بينما تمثل خطوات بعض الدول الخليجية مسارا خاطئا قد يؤدي إلى عواقب وخيمة على الأمة العربية ككل. «تبون: الرؤية الصائبة والخليج: الخطوة الخاطئة.»