خبر برس – الجزائر :ستعرف الجزائر بعد أيام الذكرى الـ 61 لإستقلال الجزائر في جو مُختلف وظروف دولية وإقليمية وداخلية جد إستثنائية ، وخاصة الصراع في القرم والحرب الروسية الأوكرانية و تشكل معالم لنظام عالمي جديد ، ستكون الجزائر إحدى أهم أطرافه من خلال دورها المحوري في ترسيخ السلام العالمي وعضويتها لمجلس الأمن مؤخرا من الفترة 2023 – 2025 ومن خلال العودة اللافتة والقوية للدبلوماسية الجزائرية والسيادة في القرار منذ تولي السيد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون سُدّة الحكم شهر ديسمبر 2019 ، فلم تعد الجزائر مجرد طرف هامشي في القضايا الدولية والإقليمية بل صارت الطرف الأهم والأقوى والذي يُرجح الكفة دائما في كل المعادلات الجيوسياسية والأمنية طبعا مع الحفاظ على التقليد الراسخ في عدم الإنحياز والتدخل في الشؤون المحلية للدول .
فالجزائر اليوم صارت محجّا لكبار رؤساء الدول والكيانات الكبرى كما أنها الطرف الأكثر إصرارا الذي لازال يصارع من أجل وحدة الصفّ العربي والقضية الفلسطينية وتلخص ذلك جليا في القمة العربية التي شهد لها الجميع بأنها قمة إستثنائية وقبل ذلك بأيام من خلال تجميع المُشتت ورص الصفوف المفرقة للفصائل الفلسطينية والدور الأبرز لها في هذا والدفاع عن الحق الصحراوي في تقرير المصير .
وهاته الأمور لا تتحقق إلا بإستقلال تام في القرار السياسي وعدم الخضوع لأي طرف من الأطراف من خلال الإخضاع الاقتصادي أو المديونية الخارجية مثلما تغرق فيه بعض الدول التي تناكفنا بطريقة أو بأخرى وهي تغرق في المشاكل الداخلية والصراعات على الحكم والخلافة وهي قاب قوسين أو أدنى من الدمار والإنهيار التام .
فالجزائر اليوم تحت قيادة رئيس الجمهورية خطت خطى ثابتة نحو اقتصاد حقيقي غير يتيم مبني على التعدد وتعزيز فرص الدخل القومي والفردي معا من خلال الزيادات في الأجور والذهاب نحو الصادرات خارج المحروقات التي حققت أرقاما قياسية لم تعرفها الجزائر منذ الإستقلال والتي ستصل إلى 10 مليار دولار ، إضافة إلى خلق ترسانة من القوانين التي تشجع الاستثمار الأجنبي الذي لايعتمد على معطيات اقتصادية فقط بل يأنس الى الإستقرار السياسي والأمني والرغبة السياسية العليا في توفير هذا وهذا مارأينها خلال سنة 2022 و السداسي من سنة 2023 التي عرفت توقيع العديد من الإتفاقيات والقيام بالعديد من الزيارات لبناء شراكات اقتصادية و إستراتيجية هامة على سبيل المثال مع إيطاليا التي تحولت بالنسبة إلى شريك اقتصادي هام ومحوري إضافة إلى تركيا و البرتغال وروسيا مؤخرا .
ناهيك عن مناخ الاستثمار الذي يعرف وثبة نوعية باستحداث قوانين تخصه إضافة إلى إستحداث قانون متعلق بـ القواعد العامة للصفقات العمومية و القانون النقدي والمصرفي و المحاسبة العمومية وقد صدرا في آخر عدد من الجريدة الرسمية .
فالرئيس تبون سعى جاهدا رغم العراقيل الكبيرة إلى تكملة الإستقلال الذي جاء نتيجة الثورة المجيدة وراح ضحيته 1.5 مليون شهيد بالإستقلال الاقتصادي التام ولخصها قائلا ” الجزائريين ولدوا أحرار وسيبقون كذلك .