خبر برس- الجزائر : قال الخبير الأمني أحمد ميزاب في تصريح لـ “خبر برس” أن القمة العربية التي تحتضنها الجزائر يومي 01 و 02 نوفمبر الداخل في دورتها الـ 31 تكتسي أهمية بالغة إن لم نقل أنها تكتسي أهمية إستراتيجية نظرا لعدّة إعتبارات ، لأنها تأتي في ظل سياق عالمي ودولي يشهد الكثير من التحولات والمتغيرات المتسارعة في ظل أزمات معقدة لها مجموعة من المؤشرات التي يجب أن تستوقف المنطقة العربية لدراستها وتحليلها وإتخاذ الخطوات والتدابير اللازمة التي من شأنها أن تعزز الأمن القومي العربي ،وخاصة أن هذه السياقات لها مجموعة من الآثار.
ويضيف ميزاب أن الإعتبار الثاني أننا اليوم نتحدث عن أبرز الرهانات الإستراتيجية التي تفرض نفسها على الساحة العربية من منطلقات مختلفة ومتعددة ونتكلم عن الرهان الإستراتيجي المتعلق بـ الأمن الطاقوي وكيفية تعزيز هذا المجال بين الدول العربية وخاصة أكثر من 60 بالمئة من الاحتياطي العالمي موجود بالمنطقة العربية وكيف يمكن توظيف هذه الورقة لتحقيق مكاسب للمنطقة العربية وأخذ موقع في المعادلة الدولية .
وأكّد ميزاب أن الرهان الإستراتيجي الآخر متعلق بالأمن الغذائي ومايشكّله من تحديات وإنعكاسات ، ونحن ندرك جيدا أننا في المنطقة العربية نملك مقومات يمكن أن من خلالها تحقيق معادلة الأمن الغذائي وتحقيق من خلال ذلك أرقام مهمة ولكن هناك غياب للآليات وغياب لبلورة مقاربة تكاملية .
وبخصوص الإعتبار الثالث قال ميزاب أن نتحدث على السياق الإقليمي الذي تشهده المنطقة العربية في ظل مجموعة من الأزمات المحتدمة التي تستوجب أن يكون هناك تحرك في إطار حلحلة الأزمات العربية من أجل إستعادة النفس داخل البيت العربي ولملمة أوراقه .
وانطلاقا من هذا تكتسي قمة الجزائر أهمية بالغة توجه كافة الأنظار صوب الجزائر ، ويضيف ميزاب أنه لا يجب أن ننسى كذلك أن السيد رئيس الجمهورية قد رفع شعار بأن القمة العربية بالجزائر ستكون قمة لم الشمل وقمة فلسطين وفي إعتقادي أن الجميع صار يراهن على هذا الشعار من قبل القادة العرب وهو لم الشمل العربي وتعزيز مقومات العمل العربي وبعث العمل العربي المشترك .
وأكّد ميزاب أنه ومن ناحية ثانية أن الجزائر تفتتح أشغال هذه القمة وهي تقدم وثيقة مهمة أساسية للعمل العربي وهو إعلان الجزائر للقادة الفلسطينين والذي يؤكد أن القمة هي قمة فلسطين ويجب أن تستعيد القضية الفلسطينية موقعها ونتأكد من ذلك من خلال كلمة الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط في إفتتاح اجتماع مجلس وزراء خارجية العرب ، ويتبين ذلك من خلال كلمة وزير الخارجية والجالية الوطنية بالخارج حينما تحدث عن مقومات وكذلك أهمية العمل العربي المشترك انطلاقا من ذلك تبرز الأهمية بالنسبة للقمة بالجزائر ومايعول من خلالها على مستويات مختلفة سواء كان على الصعيد السياسي أو الصعيد الاقتصادي أو حتى الأمني أن هذه القمة التي أسالت الكثير من الحبر قبل بدايتها من خلال محاولات التشويش والضرب تحت الطاولة من خلال المناورة على الهوامش وهي مؤامرات أصبحت مكشوفة وتنذر أن الكل مرك وملتف حول الجزائر وحول الإرادة السياسية وحول صدق النوايا الجزائرية من أجل لم الشمل العربي ومن أجل إتخاذ القرارات التي تستطيع أن تعيد النفس للعمل العربي المشترك ووضع آليات جديدة لهذا العمل .
وبالتالي حينما نتابع مجريات هذه القمة بداية من اجتماع مجلس المندوبين إلى اجتماع المجلس الاجتماعي والاقتصادي والبنود الـ 24 التي تم الإتفاق عليها وكيفية الإصرار على أهمية التكامل الاقتصادي مابين الدول العربية في خضم التحديات القائمة ومن خلال اجتماعات مجلس وزراء الخارجية العرب نحن نتحدث مؤشرات إيجابية لنجاح القمة العربية والتميز الجزائري في التنظيم وفي الطرح وكذلك إدارة هذه القمة -يضيف ذات المتحدث-