خبر برس – رأي : الأزمة (الروسية – الأوكرانية) وصلت الى نقطة اللاّرجوع ، فلا بوتين يستطيع العودة الى موسكو قبل ان يخضع الغرب الى طلباته ولا الغرب يقبل أن يعترف أنه ترك أوكرانيا فريسة سهلة لبوتين .
والطريق الوسط يزداد ضيق يوما بعد يوم ، مساحة الاتفاق المقبولة للطرفين تتقلص كل ساعة ويمكن أن تختفي بعد أسبوع ، ويظهر جلياً أن العرب وأمريكا وضعت أوروبا على باب حرب دون نهاية وهذا يعني انفاق عسكري قد ينهك اوربا اقتصاديا ويهدد الامن الاجتماعي الذي تجعل منها مقصد الاستثمار العالمي .
بوتين بعقليته البُلشفية دخل الحرب على أساس ، اذا كنت مقتولا مقتول ، فعليا وعلى اعدائي ، والعالم دون روسيا فعّالة في النظام العالمي لا وجود له – حسبه –
ليست روسيا وحدها من كانت امام غيضها فالصين والهند والعرب أيضا وصل بهم الحال الى نفس الاستنتاج ، لا يمكن أن نبقى داخل هذا السجن ونفس السجّان ، فالثورات الداخلية تحاصرنا من الداخل والظغط الغربي من الخارج
أزمة أوكرانيا مسحت كل مساحيق الزيف من حرية تعبير وحقوق انسان وقيم العدالة والمساواة الغربية ، لم يعد للغرب ما يقوله للعالم ، لم يعد الدعاء الى تكوين ميليشيات إرهاب ، ولا تفجير الشخص نفسه عمل غير أخلاقي بل بطولة .
في الأزمات فرصة فريدة لاي بلد ان يجعل له مكان قبل ان تنتهي الازمة ويجد الغائبون نفسهم هم الضحايا كإعادة ، لقد فتح بوتين الباب ولن يغلق الا بإتفاق ، وسيأتي هذا الاتفاق ، والكثير يحد نفسه عدوا للطرفين رغم سكوته والغائب مذنب مهما فعل .
خذير محمد
جنيف – سويسرا
والله ممتاز اعجبني…في الصميم