باتت حوادث الاختناق بغاز أحادي أكسيد الكربون تحصد حياة العشرات سنويا بمختلف ولايات الوطن، بل أن البعض من الحوادث تسببت في طي دفاتر عائلية بأكملها، بسبب تسرب الغاز من أجهزة التدفئة، سخان المياه وحتى من الأفران العادي.
ويرى ممثل المنظمة الجزائرية لحماية المستهلك كمال عزوق في حواره للموقع الإلكتروني خبر برس، بأن القاتل الصامت أضحى يشكل خطرا كبيرا على العائلات الجزائرية، حيث سجلت 20 ضحية بين شهري أكتوبر ونوفمبر.
حاوره: فيصل.م
كيف ترى المنظمة الجزائرية لحماية المستهلك لحوادث الاختناق بغاز أحادي أكسيد الكربون ؟
للأسف بعدما كان تخوف المنظمة الجزائرية لحماية وإرشاد المستهلك ومحيطه في السابق من كثرة وإرتفاع حوادث المرور والتسممات الغذائية، أصبح لدينا هاجس ثالث وهو الحوادث المنزلية المتمثلة في الاختناق بغاز أحادي أكسيد الكربون والإحصائيات خير دليل على ذلك، أين بات يتم تسجيل إرتفاع في أعداد الوفيات الناجمة عن الاختناق بغاز أحادي أكسيد الكربون، وهو الوضع الذي أدى في بعض الأحيان لطي دفاتر عائلية بأكملها، وسجلنا منذ بداية السنة الجارية العديد من التدخلات لمصالح الحماية المدنية فاقت 1200.
في رأيكم ما أبرز مسببات حوادث الاختناق بالغاز ؟
تكشف لنا الحوادث المسجلة، راجعة إلى تهاون المستهلك غير الواعي واستهتاره في استعمال الأجهزة أو في طريقة تركيبها وصيانتها، بالإضافة إلى قيام البعض بغلق منافذ التهوية، غير مدركين بأن كل تصرف خاكئ يعتبر قاتل له و لعائلته وقد يتسبب في كارثة، وهي التصرفات غير الحضارية لأننا في عصر التكنولوجيا والمعلومة، أي أنه بامكاننا الحصول عليها بكل بساطه بكبسة زر، كما أن المنظمة حماية المستهلك أضحت تقوم بحملات توعية تحسيسية إرشادية في مجال الحوادث المنزلية، للتقليل من الحوادث.
كما أن بعض الحرفين أو الرصاصين وكذا المقاولين، يتقاعسون في القيام بواجباتهم كاملة في تركيب وصيانة الأجهزة، وتوعية و توصية المستهلك بضرورة الحرص على سلامته، ونشير إلى أن المنظمة أحصت عدة أخطاء تخص الحرفيين، لذا فقد بادرت لإطلاق حملات التحسيسية مع مختلف الشركاء، من خلال زيارة بيوت المستهلكين وتفقد أنابيب توصيل الغاز وأنابيب التهوية.
ألا ترى أن الوضع يتطلب دق ناقوس الخطر والشروع في تطبيق تدابير لمجابهة خطر الاختناق ؟
نعم، لقد دقت المنظمة الجزائرية لحماية وإرشاد المستهلك ومحيطه ناقوس الخطر قبل سنتين عندما ارتفع عدد الضحايا إلى أكثر من 200 وفاة خلال سنة فقط، وهو الأمر الذي جعلنا نراسل السلطات الوصية ونكثف من الحملات التحسيسية التوعوية عبر وسائل الإعلام بمختلف أنواعها، بالإضافة إلى القيام بتوجيه مراسلات لكل من وزارة الطاقة، التجارة والداخلية، علاوة على تنظيم أيام دراسية لمناقشة هذه الظاهرة، والتي خرجنا فيها بتوصيات هامة للتقليل من الحوادث، من خلال حلول قصيرة الأمد وأخرى على المدى المتوسط.
ما الحلول المقترحة من قبل المنظمة الجزائرية لحماية المستهلك ؟
بات من الضروري توفير أجهزة الإنذار وكشف الغاز السامة وتركيبها في المنازل وترسيخها لدى المواطن، خاصة وأنها أثبتت فعاليتها في البلدان المتطورة، على غرار الجيل الثامن المتطور الذي يحرص على سلامة وأمن الأفراد والعائلات.
كما نطالب بتنظيم دورات تكوينية للرصاصين والحرفيين لتطوير هذه المهنة و تحفيز على إتقان العمل، مع تكثيف الحملات التحسيسية والتوعوية مع الشركاء من الجمعية الوطنية للرصاصين ومؤسسة توزيع الكهرباء والغاز، بالإضافة إلى وزارة التجارة والحماية المدنية لترسيخ ثقافة المراقبة وإتقان العمل وابراز أهمية وجود منافذ للتهوية و صرف الغازات السامة، علاوة على ابراز أهمية شراء أجهزة مطابقة وصيانتها من قبل المختصين.
ومن هذا المنبر ندعو القائمين على قطاع السكن للعمل على توفير التدفئة المركزية بالعمارات بمختلف صيغها، لتمكين الساكنين من الاستفادة من الخدمة والتقليل من خطورة استعمال أجهزة التدفئة الفردية وبتكلفة أقل.
كلمة أخيرة للمواطنين ؟؟؟
يجب على كل مواطن أن يحرص على وجود منافذ التهوية ويراقبها، مع التأكيد على ضرورة صيانة الاجهزة بصفة دورية مع بداية كل فصل شتاء، فضلا عن الإتصال بالمختصين في مجال تركيب وصيانة أجهزة التدفئة، الطبخ وتسخين الماء، “حمى الله الجميع والوقاية خير من العلاج”.